Grand Erg Oriental

قبيلة الربايع في الذاكرة الشعبية

.قبيلة الربايع  موجودة في شمال إفريقيا / تونس، ليبيا، الجزائر

لكن من أين أتت ؟ 
متى وصلت إلى شمال إفريقيا ؟ 
ما أصلها ؟
بعض الناس يقولون أنها تتبع قبيلة بني ربيعة...
غير أن أناسا آخرين يقولوا أنها تتبع قبيلة بني تميم.
الربائع في شمال افريقيا فهم قبيلة مشهورة لكن من الصعب جدا الجزم بنسبها ورفعه الى احدى قبائل العرب نظرا لتموج القبائل وتعدد رحلاها وتغير مواطنها وتشابه الاسماء في القبائل فيبقى المرجع في مثل هذا الامر لدى كبار القبيلة انفسهم فهم يعلمون نسبهم بالتواتر نقلا عن اجدادهم جيلا بعد جيل.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 البحث

 في الاصل...العادات...الموطن...العزائل.....

يقال:

"إذا كانت بلاد المشرق هي بلاد الرسل والأنبياء، فإن بلاد المغرب هي أرض الصالحين والأولياء".

هذه المقولة لم تولد من فراغ وإنما لها مبرراتها وبراهينها الواقعية والموضوعية المتمثلة أساسا في أركيولوجيا الزوايا والرباطات والأضرحة والمشاهد والمزارات التي تؤرخ لأولياء الله الصالحين في تونس الذين احتضنتهم الأراضي التونسية بكل طبقاتهم ومقاماتهم جيلا بعد جيل وقرنا بعد الآخر، فغطوا بواديها وحواضرها، وملؤوا جبالها وسهولها، وعمروا شمالها وجنوبها وشرقها وغربها؛ وبذلك صارت الزوايا مدخلا من المداخل الرئيسة في حفريات ماضي تونس بكل عناصره ومكوناته المادية والمثالية نظرا إلى تجذرها في أعماق المجتمع والدولة؛ بحيث لا يمكن فهم هذا الماضي دون استحضار هذا العنصر الذي ظل بمثابة نهر مسترسل يغذي باقي الحقول المعرفية الأخرى عبر روافد حية وقوية ساهمت في بلورة جزء كبير من مظاهره وقضاياه، وخاصة في بعض المناطق والجهات التونسية التي اعتبرت بمثابة مستنبت لشيوخ الزوايا ورجال التصوف وأهل المقامات والطرق .يتداول الناس عبر الموروث الشعبي الكثير من الشعر الشعبي والحكايات التي تجمع في أغلب الأحيان بين الأسطورة والخيال والحقيقة كما تجمع بين الأدب والإبداع رغم تراكم الإضافات التي يمنحها الرواة من خلال فعل الحكي الذي يتطوّر عبر الزمن عن مقامات الاولياء الصالحين .
غير أنّ ذلك التراكم من الإضافات سوف لن يخفي نصيب الحقيقة في هذا الموروث الشعبي عن الزاوية الذي بات يشكّل نوعا من الأدب الشعبي الذي يتمتع بجمهور ومريدين كما يكشف عن جانب تاريخي لبلادنا.

غالبا ما يكون الولي الصالح في تونس جد قبيلة و هذا مفيد جدا في علم الأنساب.. فمعرفة القبيلة وفروعها تنطلق بداية من مدى معرفة الجد المؤسس للقبيلة.
كما ان الذاكرة الشعبية تذكر ان جد الاعلى " الولي صالح سيدي التوى " هو الجد الاعلى و الموجود ضريحه حوالي خمسين كيلومترا جنوب مدينة بنقردان .

قبيلة الربائع في الذاكرة الشعبية :

دعا احد أجدادهم قائلا:
 " الله يجعلكم كيف البل ألبيضه في كل امرح اشوي ليعمر منكم امراح وليخلى منكم امراح وأجعلكم طشان في كل مكان " .

وهذا وما آل إليه حال قبيلة الربائع فأصبحوا هنا وهناك ورحم الله جدهم (( التوى )) دفين تونس.... خلال تجوالي في الصحراء التقينا العديد من الأشخاص صغار و كبار من تلك القبيلة و حدثوني عن أصلهم القريب......قائلين ان الجد الاعلى هو سيدي التوي و الموجود ضريحه حوالي خمسين كيلومترا جنوب مدينة بنقردان . و كما يوجد هناك أربعة عشرة ضريح كما يلي : ســــــــيدي التــــــوي، ســــــــيدي  بن زمزم، ســــــــيدي فرجاني، ســــــــيدي بوبكر، ســــــــيدي بوجليدة اصياح ،ســــــــيدي بن حواش،  ســــــــيدي بو ناب،  ســــــــيدي دنجالة ، ســــــــيدي مدي، امي هنية، امي هنيه، امي روتيلة، امي لقرب، امي تركية......و الغريب في الأمر ان بعض الاولياء و الآبار بنفس الأسماء موجود ايضا في الجهة الغربية جنوب منطقة رجيم معتوق و دوار الماء حيث يسكن ربايع أتين من سيدي التوي و هذا ما تأكده الأسطورة....                                                

--------------------------------------------------------------------

و يقول احد الشيوخ ان في قديم الزمان كان هناك حاكم من حكام طرابلس....كان يأخذ في كل عام الجزية اي كان في كل عام يفرض و لو بالقوى على كل عائلة كما أراد..... ( ماعز، غنم او الابل ). وفي سنة من تلك السنوات اتفق الناس ان يرفضوا الدفع بتعلية قلة الأمطار و عند وصول الجيش  ورجوعه دونها    و اخبار الحاكم عن عجز القبيلة عن الدفع وإذا بهي غاضبا من تلك الرفض..........وإذا بهي يجهز بجيش جرار و يبعث بهي و على رأسه ابنه المسمى ״ وني ״. وفي الأثناء و خوفا من عقاب الحاكم رحلة القبيلة غربا حيث التحق بهم ابن الحاكم و أراد ان يلزمهم الدفع بالقوة و وقعت المعركة حيث تغلبت عليهم القبيلة وأرادوا التعبير عن الرفض النهائي عن الدفع......وبعثوا احد العبيد برأس ابن الحاكم الى أبيه.....والمكان الذي وقعت فيه تلك المعركة هو معروف الى ألان برأس وني جنوب قرية رمادة و واصلت القبيلة غربا الى غاية ان اجتازوا العرق و وصلوا المكان المعروف ألان بطوال الربائع حيث اطمأن الجميع وقرروا ان يقام الدوار في المكان للاستراحة و القيام بعرس جماعي وقرر قليد النجع ان يبعث يبعضهم (نساء و رجال )، لجلب الماء من بئر السلطان وكأنه يعلم بما هو  أتن وبعد أيام وفي التحضيرات الى الفرح قدم لهم رجلا غريب و الذي ارتابت منه الجميع......فإذا بالشيخ يأمر بعضهم ان يجرونه الى الرقص و الاحتفال مع باقي القبيلة......يريد ان يعرف سبب قدومه او ان يتأكد منه.....رغم انه باح له انه قدم يحوم على الابل كانت قد ضاعت منه......و عند خموره في الرقص وابتداء بالغناء......

غدوى تشبحني يا بنات عمي 

  لابس زرقطني *** راكب اشهبني

غدوى تشبحني يا بنات عمي 

فيدي شلهبني

غدوى تشبحني يا بنات عمي

وهنا يعني المغني: لابس زرقطني = لباس الفارس و راكب اشهبني = ركوب فرسه و فيدي شلهبني =  وفيده سيفه

و هنا فهمى الشيخ قائد النجع ان الوافد هو عدو و أمر الشباب ان يرموا عليه لكتاف و عند السؤال قال الحقيقة وانه قدم مع جيش عرمرم في اثر القبيلة للنتقام والجيش ليست ببعيد منهم و اذا بالشيخ يأمر برحلهم في التوى وخزن الثقلية في المكان المعروف ״ برويس الدبش ״ و أمر كل بيت يعني كل عائلة ان تترك الرجاء مربوط بها كلب ومن هنا أتت التسمية ״ طوال الربائع ״. و أمر الفرسان ان يبقوا في المكان المعروف الآن بخشم المعقل لاعتراض العدو  و ترك الوقت الى القبيلة ان تحوز المنع، و بعد وقوع معركة دامية و رجوع الو راده من بئر السلطان و وجود لبعض من فرسانهم  ميتون في خشم المعقل. رجعوا أدراجهم الى الشرق و اختلطوا في قبائل الشرق و هم ربائع الشرق اليوم       

اما المرحول تمكن غربا الى غاية بلوغ مكان لا يوجد فيه شيء حيث تريثوا و في ذالك المكان اقاموا ״ دوارهم ״ اي خيامهم، و الظاهر ان بعد التعب والعطش...وأقامت المخيم احدهم حفر حفرة و وجدى الماء و من تلك اللحظة سمى المكان ״ دوار الماء ״ ، وهي قريتهم المعروفة ألان و الموجودة غربي المطروحة و رجيم معتوق وجنوب واد سوف.

- تتكون هذه القبيلة من 14 فصيلة صغيرة وهم :

 اولاد بلول، العتايرة، الردادة، اولاد زقزاو، المعاتيق، الحوامد، المصابيح، العلاونة، الدوايمة، الرقيعات، الأغواث....وغيرها

- أما عن وسم الجمل فهو على الشكل (Ε) ويسمى بالربعي على الفخذ من جهة اليسر، لكن تتغير السن الوسطى حسب العميرة أي العشيرة الربعية.

صورة سي (محمد المدز)

- بتاريخ أربعة من شهر جانفي الإفرنجي سنة ألفان وأربعة عشرة الموافق الى يوم السبت 03 ربيع الاول سنة 1435. وفي إطار انجاز شريط وثائقي حول قبيلة الربائع وهو مشروع تخرج احد طلبة المعهد العالي للفنون و الحرف بقابس. وفي الصباح الباكر وبعد وصول الفريق والتجهيز ما يلزمنا و على الساعة 9.30 انطلقنا في اتجاه صحراء رجيم معتوق مرور بقرية زعفران حيث يقطن الصديق مرزوق بن حمد و لذي رافقنا في الرحلة باعتباره صديق حميم لعائلة المقصودة، واتجهنا معا على الطريق الرابطة بين الفوار رجيم معتوق و عند بلوغ ما يقارب نحو ثلاثين كيلوا مترا شرقي قرية رجيم معتوق انعرجتا يسارا مع مسلك فلاحي جنوب الطريق المذكور و بعد ما يقارب عشرون كيلوا مترا وصلنا الى منطقة " أميه علي "، وهنا جاء دور سي مرزوق الذي يعرف مكان  " الدوار "، باعتباره صديق و يزورهم بانتظام، و عند وصولنا هناك عمة الفرحة عند الكبار  و الصغار و استقبلونا ببهجة و سرور، ووجدناهم بصدد التجهيز لرحيل الى مكان غير بعيد و بعد الاستشارة عمي محمد المدز  بداء فريق التصوير  عمله حيث ان المنظر العام مناسب ( تفكيك المخيم و الارتحال...صغار و نساء و سعي و ابل )، مع منظر الرحيل و القافلة، منظر قد لا يتكرر.  مع هذا فقاموا بإحضار الشاي... و بعد ذالك انتقلنا بدورنا الى المكان الجديد... و تابعنا تصوير إقامة المخيم و أقمنا معهم و في المساء حاور مرزوق بن حمد الأخ محمد المدز عن القرابة التي تربطهم مع ربايع الشرق و عن تعاون السلط التونسية معهم... مشيرا الى التعاون مع الربايع في حالت مرض احدهم...فأجابه نعم كما قال مرزوق...اسمي محمد المدز من عرش المعاتيق و نعيش كامل السنة في الصحراء تتكون عائلتي من تسعة أشخاص، نحن من قبيلة الربايع و مسكننا الدوار وجدنا الاعلى من بنقردان سيدي التوى...

ثم حاورته رباب مباركي ( س ج):

 (س): - عم محمد،  هل لك جواز سفر تونسي او جزائري ?

 (ج): - نعم لي جواز سفر جزائري لكن لا استعمله لأنني مسجل في جميع المراكز الحدودية ومعروف في دوز و الفوار .

 (س): - عم محمد، في حالة الجواز هل تذهبون الى البلدية في الجزائر ام في تونس ?

 (ج): - اذا كان الجواز في الصحراء فلا داعي الى البلدية ...نتجوز جواز عربي بالطلبة أي بالفاتحة.

 (س): - عم محمد، كم تجوزت من مرة ? و كيف ? و هل طلقة ام لا ?

 (ج): - ثلاث مرات... المراءاة الأولى ماتت و الثانية طلقة و مشيرا الى امرأته و ها هي الثالثة.

 (س): - عم محمد، سمعة انكم تتجوزون في سن 12/14 سنة. هل هذا صحيح ام لا ?

 (ج): - لا في حدود 19/20 بنسبة للرجال و ذالك صحيح بنسبة للنساء و في العادة من نفس العائلات عربية.

 (س): - عم محمد، ما معنا عربية او عروبة  ?

 (ج): - هي المراءاة التي تعرف الحياة البادية.

 (س): - عم محمد، ما هو دور المراءة و كيف تتقاسمون الأدوار ?

 (ج): - المراءة تقدر على خدمة بيتها مع بعض الأمور مثل تقديم الأعلاف الى الغنم و الابل و هذي هي العربية اما المدنية ما ادقدش... و حياة الصحراء حياة شاقة مرة عطش و مرة سخانه و مرة ريح... و الراجل يخدم الرعي بالغنم و الابل و يجلب ما يحتاجون من ماء وأعلاف و غيره...و المراءة التي لا تقدر انقلولها ... دهكلي... روحي الى اهلك .

 (س): - عم محمد، هذا لاش قلتلها... دهكلي... روحي لهلك ? معناها المراءة كان ابل و غنم ? ما هي المراءة ?

(ج): - المراءة ...هي شريكة العمر و عمارة البيت.

(س): - عم محمد، أولادك انت علمتهم على العيشة البادية كان نهار ما عادوش يحبوا يعيشوا هنا ?

(ج): - مانيش باش أنحوزهم بالذراع...خلي اروحوا...

 (س): - عم محمد، تقولوا الشعر و هل لكم شعر خاص بكم ?

 (ج): - اذا اتت الغنم او الابل الى البئر يعمل ربي نائب...باهي ...باهي ...باهي.

(س): - عم محمد، ما هي المعيشة و كيف تختارون الاماكن ? و كيف تتنقلون ?

(ج): - نتنقل على الجمال... اما بنسبة الى الاماكن حسب الرعي الذي يناسب الأغنام.

(س): - عم محمد، انت قلت انكم من التوى? ويقولوا كونكم 14 فصيل ? و لكم اقارب في الشرق ? وهل تقوموا بالزيارة ام لا ?

(ج): - يقال ان في عهد بعيد ارتحلت قبيلة الربايع من سيدي التوى الى واد سوف تارك وراءها الأقارب و الاولياء الصالحين و استقر بكم الحال في منطقة الدوار جنوب واد سوف و نرتحل في الصحراء...و نزور المدن الى عند الحاجة... و اكد انه ينتجع منذ 1959 في التراب التونسي و يزور دوز الفوار و دوار الماء بالجمل او بالسيارة. و ان ابناءهم لا يتعلمون في المدارس و الذي ارتادوا المدرسة قد توطنوا...و اكد ان رزق عائلته هي البادية ...الغنم و الابل ...اما تربية السلوقي هي هواية و الصناعات التقليدية للحاجة الماسة مثل ( خيمة و غرارة و مخلاة و قربة او شكوة) و غيرها كثير ...و لنا في ذلك تصوير موثق بالفيديو.

  البحث مازال جاري........ اخيكم الهادي بالحاج ابراهيم

( مجلة مربد دوز العدد الثالث السنة الثالثة )